GRFMATRIX
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العنصرية في جولة جديدة بين إسبانيا وبريطانيا

اذهب الى الأسفل

العنصرية في جولة جديدة بين إسبانيا وبريطانيا Empty العنصرية في جولة جديدة بين إسبانيا وبريطانيا

مُساهمة  hamza السبت أبريل 05, 2008 2:54 pm

العنصرية في جولة جديدة بين إسبانيا وبريطانيا Spainengland_B





لا تزال إسبانيا تتخبط بحوادث التفرقة العنصرية التي يبدو أنها متغلغلة في المجتمع المدني، لكنها لا تظهر فعلا إلى العالم إلا حيث وجدت الأراضي الخصبة وما أكثرها في المناسبات الرياضية.

وتظهر إسبانيا اليوم بصورة أشبه ببريطانيا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حيث تختبر هذه البلاد توافد المهاجرين الأجانب إليها من كل حدب وصوب، وربما أن قدوم هؤلاء بطرق غير شرعية ترك عند أفراد المجتمع الإسباني نوعاً من الصعوبة في تقبل "العرق" الآخر فوجد مشجعو الرياضة الملاعب وحديثاً الحلبات مساحات حرة للتعبير عما يختلج في صدورهم.

وعادت قضية العنصرية لتطرح نفسها بقوة على مسرح الأحداث بعد الإهانات التي وجهت إلى السائق "الأسمر" لويس هاميلتون الذي كان يخوض نهاية الأسبوع الماضي جولة من التجارب مع فريقه ماكلارين مرسيدس على حبلة مونتميلو (كاتالونيا) في مدينة برشلونة استعداداً للموسم الجديد في بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا وان.

إلا أن الخطورة هنا لا تكمن فقط في دس حقد العنصرية في رياضة لم تتعرف عليها من قبل، بل في ملاحقة شبح هذه الآفة للرياضة الإسبانية بحيث أنها ليست المرة الأولى التي تزورها، إذ حفلت بها ملاعب كرة القدم تحديداً في الأعوام القريبة الماضية، وقد قيل أنها أثرت بطريقة أو بأخرى على فشل العاصمة الإسبانية مدريد في نيل شرف استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2012.

ولا يخفى أن عدوى العنصرية كانت قد أصابت حتى المسؤولين، إذ أثار مدرب منتخب إسبانيا لكرة القدم لويس أراغونيس جدلاً واسعاً عندما استخدم عبارات عنصرية قبل عامين واصفاً المهاجم الفرنسي تييري هنري "الأسود التافه"، وبرر قوله وقتذاك بأنه كان يحاول تحفيز خوسيه أنطونيو رييس زميل هنري السابق في آرسنال الانكليزي أثناء تدريب للمنتخب الإسباني.

أما الأمر المستجد في قضية هاميلتون فهو إعادة فتح ملف لم يكن قد أغلق بعد بين إسبانيا وإنكلترا اللتين عادتا لتتقاذفا التهم عبر وسائل الإعلام على خلفية ماحدث نهاية الأسبوع الماضي، لتعود إلى الذاكرة جولاتهما بعد أحداث ملعب "سانتياغو برنابيو" خلال المباراة الودية بين المنتخبين الإسباني والإنكليزي قبل عامين.

وكان المشجعون الإسبان قد وجهوا اهانات عنصرية إلى لاعبي إنكلترا شون رايت فيليبس وآشلي كول، وكان يقابل كل منهما بأصوات تشبه أصوات القرود فور تسلمه الكرة، وقد أثارت الحوادث استياء الحكومة البريطانية وعلى رأسها رئيس الوزراء السابق توني بلير ووزير الرياضة ريتشارد كابون.

إلا أن هذه القضية لم تنته بهذه السرعة، إذ أدينت جماهير نادي ريال مدريد بعد هذه الواقعة مباشرة بالعنصرية، لأنها قامت بأداء التحية النازية تجاه لاعبي فريق باير ليفركوزن الألماني في مباراة الفريقين في دوري أبطال أوروبا، ورددت الجماهيرالمدريدية الهتافات العنصرية ضد لاعبين ملونين في الفريق الألماني، ثم انتقلت العدوى إلى ملاعب إسبانية أخرى، منها "إستاد روماريدا" الخاص بريال سرقسطة الذي شهد إساءة عنصرية استهدفت مهاجم برشلونة الكاميروني صامويل ايتو، حين أطلقت الجماهير هتافات تقلد أصوات القرود كلما وصلته الكرة في المباراة، وألقت حبات فول سوداني على الملعب بعدما سجل أحد الأهداف، وقد احتفل ايتو بتقليد قرد. وقال اللاعب وقتذاك: "رقصت مثل قرد لأنهم عاملوني كقرد".

وإذ توعد وزير الرياضة البريطاني جيري ساتكليف برفع شكوى إلى الاتحاد الدولي لرياضة السيارات "فيا" بشأن ما حصل مع هاميلتون، ففقد أوضح لنظيره الإسباني عن انزعاجه بأن ما تنقله غالباً الصحف البريطانية عن حوادث عنصرية تصيب رياضيين إنكليز يكون مصدرها إسبانياً.

ولم تتأخر هذه الصحف البريطانية عن شن حملة انتقاد على الإسبان، انطلاقا من "ذي صن" الواسعة الانتشار والتي أبرزت الخبر على صفحتها الأولى مرفقاً بصور للمشجعين الذين تواجدوا على حلبة كاتالونيا وقد ارتدوا ملابس سوداء وصبغوا وجوههم باللون الأسود، وقد اتهمت الصحيفة عينها وسائل الإعلام الإسبانية بالتعتيم على الحادثة رغم أن صحيفة "إل موندو" كانت السباقة بوصف الأمر بأنه "مهرجان إحراج لإسبانيا".

وبدت "ذي دايلي تلغراف" الأكثر قساوة في اتهامها إذ عنونت "العنصرية هي الرياضة الاسبانية"، وقد ردت عليها "آس" فوراً بأن تصرف بعض المشجعين لا يعني أن الأمر ينطبق على أبناء إسبانيا جميعهم.

وأيا يكن من أمر، فإن مسألة تفشي العنصرية في اسبانيا هي أشبه بكرة الثلج حالياً، رغم نفي الإسبان لهذا الأمر متهمين البريطانيين بتعظيم المسألة عبر وسائل الإعلام وغامزين من قناة "الهوليغانز" الانكليز الذين يعيثون فساداً في كل زيارة لهم إلى بلاد الأندلس، إضافة إلى اعتبارهم أن الاهانات التي تعرض لها ايتو وهاميلتون مثلاً تندرج ضمن إطار التعصب الرياضي دون سواه بصفتهم خصوما لا أكثر ولااقل.

إذاً تحط حمى العنصرية الآن في اسبانيا وسط إمكان الجزم بتواجدها في جميع أرجاءالقارة الأوروبية، ويبدو مستغرباً الاتهامات المتبادلة بين الطرفين الإسباني والإنكليزي بأن احدهما لا توجد لديه مشكلة مع الأعراق أو الديانات الأخرى بينما يتخلف الآخر عنه بعقود في مجال الانفتاح، إذ لا بد من التذكير أنهما كانا في الماضي أكثر المتنافسين على "جائزة" أبرز بلد استعماري عبر التاريخ.
hamza
hamza
مرشــــح للإشـــراف
مرشــــح للإشـــراف

ذكر عدد الرسائل : 47
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 02/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى